“أسوأ شرطي في الولايات المتحدة الأمريكية”
بقلم: قاسم الخزاعيهكذا وصفت جريدة “ميامي نيو تايمز” فريق أول “جون تيموني” في العام 2007 و كونه أحد أكثر رجال الشرطة نفوذاً و فساداً في الولايات المتحدة الأمريكية. ففي عهد توليه رئاسةشرطة ميامي ارتفع عدد القتلى من المدنيين بنسبة 34%، و زادت اعداد المصابين بطلق من سلاح ناري، إضافة إلى استخدام وسائل الإعلام لصالحه في العمليات العنيفة التي تقوم بها شرطة ميامي ضد المتظاهرين في منطقة التجارة الحرة الأمريكية في العام 2003 و تكوين نفوذ كبير مع عمدة مدينة ميامي و رؤوس السياسة في الولايات المتحدة الأمريكية. استطاع “جون” (زحلقة) قضية 11 شرطي متهمين بالفساد و زرع ادلة و أسلحة لإلصاق التهم بأفراد في ميامي من ضمنها الإنتماء إلى القاعدة خلال عمليات الدهم و الاعتقالات التي قامت بها شرطة ميامي خلال السنوات التي قضاها كرئيس للشرطة في كل من ميامي و فيلاديلفيا، و عمل على طرد رجال الشرطة “الصالحين” و التستر على أعمال الشرطة الفاسدين. اعتقل إبنه لقيامه بشراء 200 كيلوجرام من الماريوانا من عميل فدرالي، و إبنته مدمنة هيروين تتعافى حالياً من إدمانها على المخدرات.
عندما تم توكيل “جون تيموني” لرئاسة وحدات الشرطة لحماية زوار مؤتمر التجارة الحرة الأمريكي في 2003 قام بتحويل قوات الشرطة إلى قوات مسلحة بالمدرعات و المجنزرات و المروحيات العسكرية، و استخدام الأسلحة النارية العسكرية ضد المتظاهرين حتى إن جريدة “أخبار إسرائيل الوطنية” الصهيونية اتهمته بقيامه لخرق عدد من حقوق الإنسان خلال التظاهرات المناهضة لإتفاقية التجارة الدولية و القيام بالإعتقالات العشوائية و الضرب و التعذيب و التهديد للمتظاهرين، إضافة إلى نشاطاته المميزة عرقياً خلال رئاسته لمديرية الشرطة حيث اعتبر “أكثر رجال الأمن عنفاً في الولايات المتحدة الأمريكية” كما يبين الفيديو مقدار العنف الذي استخدم ضد المتظاهرين.
حيث اعرب أحد ناشطي حقوق الإنسان بالولايات المتحدة الأمريكية بميامي أن هذا الرجل “قد سدد ضربة للحريات المدنية، و أنه سيكون أسعد ما يكون لو كان بالعراق ليبطش بأناس يعتقد أنهم إرهابيين”.
الغريب أن لا أحد من مسؤوليه كان يعترض على طريقة عمله و عنفه و أسفاره و نفقاته الغير معقولة أثناء التنقل، بل عندما قام بالتعدي لفظياً على عدد من السياسيين الكوبيين، لم يتحرك أحد في الحكومة الأمريكية عام 2006 لوضع حد لكبح جماح هذا الضابط المتعنت بل و حتى مسائلته عن تغيبه عن العمل في رحلات العمل كـ”خبير في الشؤون الأمنية”.
تيموني قام بعدد من الزيارات لدراسة الأمن في العراق، زرارة سجن جوانتينامو باي و بلفاست في إيرلندا الشمالية إبان الأحداث فيها، إضافة إلى مؤتمرات الأمن الوطني في الولايات المتحدة الأمريكية و مكافحة الإرهاب في سكوتلندا و ورش عمل في أنظمة المراقبة المغلقة على مستوى المدن، إضافة إلى اوراق عمل عن “الإستراتيجيات الإستباقية للإدارة قوات الأمن و الشرطة” كمتحدث رئيسي في مؤتمر “المجموعة العالمية للإستشارة في تعزيز الأمن”. قام جون تيمون بتنفيذ برنامج “درع ميامي” عام 2006 لحماية الأفراد البارزين في المجتمع بمدينة ميامي من أي خطر إرهابي خارجي محتمل، في حين ابدى ناشطون في حقوق الإنسان تخوفاً كبيراً من هذا البرنامج حينها لكونه يسمح لقوات الشرطة بفعل أي شيء من غير محاسبة بإسم مكافحة الإرهاب.
تم انتاج فيلم إسمه “المنظف” انتج العام 2007 http://www.imdb.com/title/tt0896798/ تلعب فيه إحدى الشخصيات ممثلة بـ”إيد هاريس” http://www.imdb.com/name/nm0000438/ دور يشابه دور جون تيموني من ناحية طبيعة العمل و الشكل.
نشر خبر توظيف جون تيموني مؤخراً من قبل وزارة الداخلية البحرينية كجزء من توصيات لجنة بسيوني لإستجلاب خبراء من الولايات المتحدة الأمريكية و بريطانيا لتحسين أداء و فعالية قوات الأمن البحرينية و تقديم تدريبات على مستويات دولية من أجل تفادي الخروقات التي حصلت في أحداث 14 فبراير من قبل قوات الأمن، و التي يبدوا أن جون تيموني لن يستطيع القيام بواجبه كما هو منصوص في تقرير بسيوني، على الأقل ليس في جانب محافظة قوات الأمن على هدوء أعصابها و تفادي تعديها على المدنيين!
ملاحظة شخصية من الكاتب: لدي شعور أن جون تيموني قد تم توظيفه من قبل حكومة مملكة البحرين قبل وقت بعيد إبان تقديمه لإستقالته عقب تغيير حاكم ميامي في يناير 2010، و أن المروحيات و المدرعات التي تظهر في الفيديو السابق تتطابق مع التي استخدامها في 14 فبراير و الإستراتيجيات و التكتيكات التي تقوم بها قوات الأمن مثل “الصدمة و الرعب” المستخدمة في العراق و اتخاذ العنف الزائد ضد المدنيين مما يدل على أن “جون تيموني” هو “إيان هندرسون” القرن الحادي و العشرين في البحرين. حتى فكرة “درع الجزيرة” بآليات و أسلحة متماثلة تماماً مع ما استخدمه في 2006 في مدينة ميامي لضرب المتظاهرين. مسائلة و محاسبة و حتى محاكمة هذا الشخص و أمثاله مستقبلاً من قبل شعب البحرين هو الطريق الذي يجب أن يتم اللجؤ إليه و السير عليه لكي يستعيد ما فقده لتعرضه من بطش و قمع و ظلم، هو و غيره من المسؤولين الذين تسببوا بهذه الكارثة و الخسارة لشعب البحرين من شهداء و ضحايا.
المراجع:
مقال صحيفة “ميامي نيو تايمز” لتمارا لش، نشر في 20 سبتمبر 2007
http://www.miaminewtimes.com/feedback/EmailAnEmployee?to=303110
و التي حصلت عليه جائزة الإمتياز في الصحافة عام 2008 “The Green Eyeshade Excellence in Journalism Awards/Atlanta SPJ, published September 20, 2007”
طلب حكومة البحرين جون تيموني لتدريب قوات الشرطة في البحرين، “ميامي نيو تايمز” نشر بالأمس
http://blogs.miaminewtimes.com/riptide/2011/12/john_timoney_former_miami_poli.php
يسخر المقال من قيام وزارة الداخلية البحرينية بتوظيف جون تيموني رئيساً لفريق يقوم بتطوير وحدات الشرطة البحرينية و تدريبها.
مقال جريدة “أخبار إسرائيل الوطنية” الصهيونية
http://www.israelnationalnews.com/News/News.aspx/150317#.TtiRn3I9Y2g
يتحدث فيها عن قيام وزارة الداخلية بتجنيد جون تيموني لقمع التظاهرات في البحرين