Feeds:
المقالات
التعليقات

Archive for 26 فيفري, 2007

منقول من جريدة الوقت – الصفحة الثامنة لعدد اليوم، الموافق 26 فبراير 2007…

يتحدث عن ظاهرة الاشرطة الإسلامية و تاريخها بالبحرين.

ممتع و مثير، و يلقي الضوء على امور لم نحسب لها اهمية في الماضي!

 

 

 

الصوت بالصوت

 

استبدال صوت زفير جهنم بصوت عصافير الجنة – حسين المرزوق:

 

– بابا.. رأيت طاولة بالمنامة عندها يستبدلون الأشرطة.

– أشرطة الكاسيت؟

– إيه.. تعطيهم شريط أغاني يعطونك شريط دعاء.

– وبعدين؟

– غدا أجمع أشرطتك في كارتون وأستبدلها كلها.

– اسمع يا بابا إن فعلت ذلك استبدلت أمك.

– هه ما تقدر… أنا أقدر’’.

لم يكن ذلك حوارا مصنوعا، هو حوار ‘’حقيقي’’ – مع أني أكره كلمتي ‘’حقيقي وحقيقة’’- دار بين طفل في العاشرة من عمره توقف عند طاولة ‘’الاستبدال’’ في إحدى زوايا سوق المنامة. لم ير هذه الموضة الجديدة من قبل. أقصد لم يعها من قبل. كان يراها أشبه بالسحر. كيف تستبدل أشرطة دينية: قرآن، دعاء، محاضرات، أناشيد إسلامية، قصائد عزاء حسيني بأشرطة أغاني وموسيقى مجانا؟ من أين جاءت هذه الموضة؟ كيف يتم استبدال صوت الشيطان بصوت الملائكة؟ استبدال صوت زفير جهنم بصوت عصافير الجنة؟ استبدال ‘’الأوبئة الصوتية’’ كما ينعتها أحد العاملين المتطوعين في هذا المجال بأصوات الشفاء؟ منْ يدعم هذا الاستبدال؟ ماذا يختار ‘’التائبون’’ عوضا عن أشرطة الخطيئة؟

ي العام 1926 تم تسجيل أول اختراع لتسجيل الصوت في العالم. جاء الاختراع من ألمانيا على يد المهندس ريتز بيفلومر’’Fritz Pfleumer’’ (1881-1945) مستغلا اختراع الديمار بولسن Valdemar Poulsen لسلك التسجيل الممغنط في العام .1898 اختراع بيفلومر اعتمد على مسحوق أكسيد الحديد يتم به طلاء شريط طويل من الورق. هذا الاختراع الذي بدأت شركة ‘’AEG’’ الألمانية في تصنيعه وتوزيعه عد من أهم الاختراعات في عالم الالكترونيات في تلك الفترة. وما إن انتهت الحرب العالمية الثانية حتى استطاع ثلاثة من العلماء الأميركيين أخذ هذا الاختراع إلى خارج ألمانيا. انتشر أكثر.

في مطلع الستينات جاء شريط التسجيل الممغنط الصغير إلى البحرين. سبقته شريطة الكاترج. سبقته بكرة الشريط الممغنط. سبقته اسطوانات التسجيل. اكتسب الشريط الجديد أهمية كبرى لسهولة التحكم فيه، والقدرة على إعادة التسجيل عليه، وصغر حجمه. صار زمنه أطول والتسجيل فيه على مسار واحد فقط، في اتجاهين متعاكسين بدلا من أربعة مسارات. لكن التقنية لم تختلف. أشرطة شركة فيلبس كانت أول وأكثر شركة تصنيع الأشرطة حضورا في البحرين. يقول مدير مؤسسة ‘’صوت وصدى’’ عمران جمال (44 عاما) ‘’مازال لدي شريط كاسيت صغير سجل فيه أبي صوتي. كان عمري ثلاث سنوات فقط. الشريط الكاسيت في مطلع الستينات أمر جديد في البحرين’’.

صوت وصورة

صوت الغناء والموسيقى سبق أصوات المحاضرات والأناشيد والأدعية في البحرين. في البدء كانت محلات ‘’أحمد إبراهيم جمال’’ ومحلات ‘’فن الصوت’’ أهم موردي وباعة صوت الغناء والموسيقى في البحرين. كان ‘’المخزن الغربي’’ و’’أشرف’’ و’’المؤيد’’ و’’شارب’’ في المنامة أهم موردي أشرطة الكاسيت الخالية. يقول جمال ‘’كانت غالية بعض الشيء. سعر الشريط الواحد يصل إلى 500 فلس وأكثر. الماركات المتوفرة: هيتاشي، سوني، سانيو، شارب، توشيبا، وماركة “TDK” التي توردها محلات العوضي في المنامة’’.

منتصف الستينات هي الفترة الذهبية لشريط الموسيقى والغناء في البحرين. انتشار بشكل لافت. سرعة التسجيل والتشغيل ووضوح الصوت من أسباب ذلك. في العام 1967 قرر أحمد إبراهيم جمال تغيير ‘’محلات أحمد إبراهيم جمال’’ من مؤسسة تجارية إلى محلات ‘’صوت وصورة’’. صار متخصصا في أشرطة الموسيقى والغناء فقط. وكان يضع على علبة الشريط صورة المغني أو الموسيقار. لذا أسماه ‘’صوت وصورة’’. وبعد أن صارت الصورة متحركة ومتاحة للجميع، تخصصت أمكان لبيعها، وصار اسم المحل ‘’صوت وصدى’’.

ثورة الكاسيت

في العام 1979 كان للشريط الكاسيت حضوره لكن بشكل مختلف. صارت أشرطة الموسيقى والغناء صوت زفير جهنم، والأصوات الجديدة عصافير الجنة. سبق ذلك الفعالية الأكبر للشريط الكاسيت في العالم كله العام .1978 أعني ‘’ثورة الكاسيت’’ التي قادها وبثها الإمام الخميني من فرنسا إلى إيران. وقتها كانت إيران جنهم تغلي بتيارات لا حدّ لثورتها وغليانها. أسرّ لي أحد أعضاء ‘’الجبهة الإسلامية لتحرير البحرين’’ سابقا بأنّ لشباب الجبهة البحرينيين دور غير عادي في تهريب كاسيتات خطب الإمام الخميني إلى داخل إيران. كانوا مثاليين في ذلك ليسر دخولهم، والتساهل في تفتيشهم. سقط الشاه العام 1979 وسميت الثورة باسم ‘’ثورة الكاسيت’’. الثورات استغلت التقنية، واستغلت الجنسيات المختلفة أيضا. وإذا قامت ثورة جديدة في مكان ما من العالم اليوم فإنها لن تستغني عن المدونات الإلكترونية ‘’البلوجرز’’.

انتشرت أشرطة المحاضرات الدينية السياسية في البحرين: هادي المدرسي، محمد تقي المدرسي، حسن الشيرازي، عبدالحميد المهاجري، حسن الصفار، عبدالحميد كشك، أناشيد من إنتاج الجبهة الإسلامية لتحرير البحرين. جاء مصطلح ‘’الشريط الإسلامي’’ في مقابل شريط إبليس. أشرطة مجانية توزع من الجمعيات الإسلامية من اتجاهات مختلفة، والذي يباع لا يتجاوز ثمنه ثمن شرائه قبل التسجيل عليه. انتشر ‘’الشريط الإسلامي’’. تضررت محلات بيع أشرطة الموسيقى والغناء. يقول جمال ‘’ لم يعد في البيت الواحد تيار واحد. تنوعت الاتجاهات في البيوت. جاء الشريط الإسلامي وتضررنا كثيرا. مع ذلك كنا نبيع أشرطة محاضرات عبدالحميد كشك من القاهرة، وأحمد القطان من الكويت وأحمد الوائلي من العراق. وبعد 8 سنوات من الثورة تمّ إدخال الموسيقى في الأناشيد الإسلامية بينما اقتصرت أناشيد السعودية على أصوات الدفوف. تأثرنا كثيرا خصوصا أن أكثر مواليد ما بعد الثورة التقوا مع الشريط الإسلامي مباشرة. أقصد لم يمروا بالمرحلة السابقة؟ أشرطة الموسيقى والغناء. صارت للشريط الإسلامي محلات تنافس محلات الأغنية العاطفية. لقد احترفوا في إعداد الشريط وإنتاجه، وصار لدى زبائنهم هوس ‘’النسخة الأصلية’’ من الشريط. زاد في الامر تراجع الأغنية العاطفية عموما. صار أكثرها هابط لا أسمح لأولادي بالإصغاء إليها’’

موضة ‘’استبدلني’’

كثرت محلات إنتاج ‘’الشريط الإسلامي’’ وتعددت ووصل عددها الآن في البحرين إلى 431 محلا. صارت تتنافس في جذب الزبائن وجاءت موضة جديدة تؤكد مقولة قديمة للشيخ سليمان المدني رحمه الله ‘’البحرين بلد الموضات’’. جاءت موضة ‘’استبدلني’’ كما أسميها. استبدل أشرطة الشيطان: الغناء، والموسيقى بأشرطة عصافير الجنة: محاضرات دينية، محاضرات سياسية، أدعية، أناشيد بموسيقى، أناشيد من دون موسيقى، أناشيد بدفوف فقط، قصائد حسينية قديمة، قصائد حسينية حديثة. أيّ شيء من الجنة. استبدلها الآن ‘’أستبدل شريط ‘’ الكاسيت، أو الفيديو غير الإسلام بشريط إسلامي أو تبرع بالأشرطة التي لا تحتاجها أو التي ترغب في التخلص منها واطلبْ استبدالها بالأشرطة الدينية. اتصل الآن على هاتف..’’

سرد الشيخ عبدالنبي عبدالمجيد النشابة (40 عاما) حكاية مع مشروع ‘’استبدلني’’ منذ العام .1985 النشابة له موقع إلكتروني بعنوان “www.alnashaba.net” كتب في الصفحة الأولى منه ‘’أخذنا على عاتقنا بمكتب النشابة إيصال العلم إلى الأخوة المؤمنين بشكل مبسط عبر الشبكة العنكبوتية’’ صورة لبروفايل النشابة جوارها صورة للقرآن الكريم. ولا شيء غير ذلك. يقول النشابة ‘’في العام 1985 رأيت مكانة كبيرة تأتي على آلاف من أشرطة كاسيت للغناء والموسيقى كانت إحدى الجمعيات الإسلامية في المحرق تعدمها. سألت أحدهم: لماذا لا تعيدون التسجيل عليها ثم توزعونها فقال لدينا تبراعات كافية لهذا المشروع. لسنا في حاجة لاستخدامها مرّة أخرى’’. ظلت فكرة الاستبدال في رأسي حتى العام 1990 بدأت مشروعا متواضعا في مدينة حمد لاستبدال الأشرطة بأخرى غير جديدة وإنما بإعادة التسجيل عليها مرة أخرى. نشرت إعلانات كثيرة في المساجد والمآتم وكانت الاستجابة غير عادية. جاءتني أشرطة كثيرة جدا.. أحدهم وضع 500 شريط موسيقى على باب بيتي وغادر. قال لي ‘’أسألك الدعاء’’. البعض تبرع بمبالغ يسيرة لاستمرار المشروع. كان الشريط الواحد يكلف 300 فلس تقريبا. كنت أنتجها في البيت قبل أن أتعاون لاحقا مع أحد محلات تسجيل وبيع الأشرطة الإسلامية في البحرين. وضعت بعض المحفزات: مبلغ مالي لمن يحضر أكبر كمية من أشركة الغناء والموسيقى واللهو. سحب جوائز متواضعة. أنشأت أكشاش صغيرة: المنامة، النعيم، مدينة عيسى أيام مناسبة عاشوراء في شهر محرم. كانت: قرآن، محضرات، وأناشيد وطنية، وقلّما استبدلناها بأشرطة عزاء حسيني’’.

الاستبدال رغبات

في سوق ‘’واقف’’ بمدينة حمد يدير الشاب فاضل محمد صالح الموسوي (37 عاما) محلا متواضعا لبيع وإنتاج الأشرطة الإسلامية. الحركة فيه نشطة. الصوت الذي يخرج منه يدّل عليه. كتب على لافتته التجارية ‘’دار الزهراء للتسجيلات الإسلامية’’. الشاب الموسوي بابتسامته المستطيلة وخفّة دمه قال ‘’بعد افتتاح المحل في العام 1997 جاءني الشيخ النشابة. عرض عليّ مشروع استبدال الأشرطة فوافقت. يحضر لي أكياسا فيها مجموعة أشرطة موسيقى وغناء وعليها اسم الشخص وهاتفه. نسأله عن رغبته ثم نسلمه الاشرطة وقد تغير ما بها تماما. نحن نتكفل بنصف المبلغ وعلى الشيخ النشابة النصف الآخر. استمر المشروع معي 5 سنوات تقريبا ثمّ ضعف. بعض الذين يستبدلون أشرطتهم يعودن لأشرطة الغناء من جديد. بعضهم لا يفعل ذلك إلا في شهر محرم فقط. وفي العام 2005 تقريبا انتقل المشروع إلى إحدى الجمعيات الإسلامية. كانت تستبدل 5 أشرطة فقط، فإذا أحضرت 6 أشرطة مثلا سيكون عليك أخذ شيء مكرر. توقف المشروع مع الشيخ النشابة بعد أن صار مكلفا قليلا وقلّ الإقبال عليه’’. لكن المشروع صار يعمل وحده من دون تنظيم من الشيخ النشابة. يقول الموسوي ‘’صارت السيدات العاملات في بوتيكات سوق واقف يحضرن أكياسا ممتلئة بأشرطتهن من اجل استبدالها. سيدات: متزوجات وأبكارا’’. المغني الفنان يوسف محمد (30 عاما) وصف موضة ‘’استبدلني’’ بأنّه ‘’مصادرة للحرية والإبداع وهو أمر مؤلم أن يؤسس مشروع على إلغاء الآخرين، والوصايا عليهم. هذه ليست روح التسامح. لقد خسروني وخسروا آخرين’’.

Bluetooth

ومع بدء ظهور الوسائل الحديثة للصوت: أقراص ‘’CD’’، حافظات ‘’MP3’’. صار الإقبال على المشروع ضعيفا لكن ذلك لم يمنع بعض الجهات من وضع كشك صغير في أيام عاشوراء في المنامة لاستبدال الأشرطة. يقول الشيخ النشابة ‘’بعض أن ضعف المشروع، وجاءت التقنيات الحديثة صرنا نرسل رسائل التوعية عبر تقنية “Bluetooth” في التجمعات، وصرنا نثقف الجالية الأندونسية في البحرين عبر موقعنا الالكتروني وعبر أقراص “CD”.

يرى جمال أن ضعف المشروع كان متوقعا ‘’لرخص التقنية المتبعة فيه، ولأنّ العملية كلّها مرتبطة بمناسبات دينية معنية، ولأنّ هوس ‘’النسخة الأصلية’’ للشريط بدأت تنتشر عند مقتني الشرطة الإسلامية، ولأنّها صارت سياسية أكثر منها دينية، وصار بعض الرواديد منشغلين أحيانا بالردّ على بعضهم البعض في القصائد الحسينية السياسية، ومثال على ذلك بعض قصائد الرادود باسم الكربلائي والرادود البحريني أمير’’..استبدال الصوت بالصوت. ما الذي بقي من مشروع ‘’استبدلني’’ الآن؟ ما الجديد لدى الجمعيات والتيارات الإسلامية في هذا الشأن في البحرين الآن؟ كيف سيستقبلها الناس؟ هل سنرى عمليات بيع مواقع إلكترونية ومدونات شيطانية لصالح جهات إسلامية تستبدلها بمواقع خيّرة؟ هل سيتمكن الطفل من استبدال موقع أبيه الإلكتروني على شبكة الإنترنت؟

 

أتمنى انه قد أعجبكم!

تحياتي،،،

Read Full Post »

موضوع ذاع صيته في المدة الأخيرة بالبحرين…

ما تعلمه و ما لاتعلمه عن الدعارة في البحرين: المسكوت عنه في العالم الليلي...

الدعارة في البحرين: المسكوت عنه في العالم الليلي


فتيات بمهنة “فنانات للرقص” .. وما بعد الرقص .. في الفنادق

تحقيق – موسى عساف الولوج في‮ ‬العالم الليلي‮ ‬،‮ ‬مثل السير في‮ ‬حقل ألغام،‮ ‬فكل شيء بحساب،‮ ‬وحساب دقيق للغاية،‮ ‬الخطوة‮ ‬يجب أن تكون محسوبة ومدروسة،‮ ‬والكلمة‮ ‬يجب أن تصاغ‮ ‬عدة مرات قبل أن تنطلق،‮ ‬لأن أقل خطأ‮ ‬يمكن أن‮ ‬يكلف الكثير،‮ ‬وليس أقلها فقدان المصدر الموثوق للمعلومة‮. ‬
المحظورات والممنوعات كثيرة في‮ ‬عالم تدرب كل العاملين فيه على السرية،‮ ‬وعدم البوح‮ ”‬للغرباء‮” ‬عن المسكوت عنه،‮ ‬حفاظا على العاملين والمسيرين له‮.‬
العالم الليلي،‮ ‬عالم‮ ‬غريب،‮ ‬تختلط فيه الحقيقة بالكذب،‮ ‬عالم‮ ‬يتركك أقل معرفة بعد كل المعلومات التي‮ ‬يمكن أن تحصل عليها،‮ ‬ويترك لديك العديد من علامات الاستفهام،‮ ‬والتي‮ ‬تجتهد لإيجاد إجابة لها،‮ ‬فلا تجد إلا المزيد من الأسئلة،‮ ‬والعديد من الحكايات‮ – ‬ربما تكون مسلية‮ – ‬ولكنها في‮ ‬النهاية حكايات أناس دخلوا‮ ”‬الكار‮” ‬برغبة منهم أو بالإجبار،‮ ‬ولكنهم لن‮ ‬يستطيعوا الخروج منه بمحض إرادتهم،‮ ‬لأن القوانين التي‮ ‬تحكم،‮ ‬فوق كل القوانين،‮ ‬والنظام الساري‮ ‬بين العاملين‮ ‬يلزم كل واحد منهم بدوره الذي‮ ‬لا‮ ‬يستطيع أن‮ ‬يتجاوزه إلا بعد حين‮…‬

ولكن وفي‮ ‬كل الأحوال ستكون نقطة الانطلاق واحدة من المناطق،‮ ‬حيث تتركز أغلب الفنادق الصغيرة،‮ ‬والتي‮ ‬تقدم إضافة إلى الخدمات الفندقية المتعارف عليها،‮ ‬خدمات‮ ”‬خاصة‮” ‬لروادها من طالبي‮ ‬المتعة،‮ ‬وبمستويات وأسعار متفاوتة،‮ ‬يمكن أن تبدأ بأقل من خمس دنانير وصولاً‮ ‬إلى عدة مئات من الدنانير،‮ ‬حيث تعتمد‮ ”‬التسعيرة‮” ‬على مواصفات عديدة منها‮: ‬الجنسية،‮ ‬الشكل،‮ ‬العمر،‮ ‬وأشياء أخرى‮…‬

العالم السفلي‮ ‬في‮ ‬البحرين،‮ ‬لا‮ ‬يختلف عن كل العوالم السفلية في‮ ‬أي‮ ‬مكان آخر في‮ ‬العالم،‮ ‬حيث الشبكات المكونة من مستوياتها الثلاث المتعارف عليها،‮ ‬والسرية التامة المحيطة بهذا العمل،‮ ‬إضافة إلى تشابه قصص العاملات في‮ ‬هذا المجال،‮ ‬واللاتي‮ ”‬ربما‮” ‬قد حفظن نفس القصة حول الأسباب التي‮ ‬دفعتهن لاحتراف مهنة الدعارة،‮ ‬ولكن ما‮ ‬يميز البحرين ودول الخليج الأخرى في‮ ‬هذا الشأن،‮ ‬هو التنوع الواضح في‮ ‬جنسيات الفتيات،‮ ‬فمن شرق آسيا مروراً‮ ‬بأفريقيا ووصولاً‮ ‬إلى أوروبا تتنوع الجنسيات‮…‬

شارع المعارض كان نقطة البداية،‮ ‬حيث الفنادق الصغيرة،‮ ‬والتي‮ ‬تقدم صالاتها‮ ”‬عروضاً‮ ‬فنية‮”‬،‮ ‬وليس بمستغرب أن تجد في‮ ‬فندق لا‮ ‬يزيد ارتفاعه عن‮ ‬4‮ ‬أو‮ ‬5‮ ‬أدوار،‮ ‬ثلاث صالات أو أكثر،‮ ‬وتتنوع هذه العروض بين الآسيوي‮ ‬والعربي‮ ‬والافريقي‮…‬،‮ ‬وبالتالي‮ ‬سيتنوع الزبائن كل حسب جنسيته،‮ ‬ولكن الملفت للنظر أنه في‮ ‬العديد من تلك الصالات ستجد بالتأكيد الزبون العربي‮ ‬حاضراً‮ ‬دائماً‮ ‬كقاسم مشترك‮…‬
وللحديث مع العاملين في‮ ‬مجال‮ ”‬الترفيه‮” ‬لا بد أن تملك قدرة كبيرة على الإقناع،‮ ‬والحذر في‮ ‬الحديث،‮ ‬فأي‮ ‬كلمة قد تخرج منك تدل على هويتك الصحافية،‮ ‬قبل أن‮ ‬يطمئن إليك المصدر،‮ ‬من الممكن أن تحجب عنك الكثير من المعلومات،‮ ‬أو تقدم لك معلومات مثالية،‮ ‬خالية من الحقيقة،‮ ‬والتي‮ ‬هي‮ ‬هدفنا الأول والأخير من هذا التحقيق‮.‬
البداية كانت مع مدير إحدى الصالات في‮ ‬وسط المنامة والذي‮ ‬رفض الحديث في‮ ‬البداية إلى أن تأكد أن التقرير لن‮ ‬يحوي‮ ‬أسماء الأشخاص أو الأماكن،‮ ‬حيث أوضح أنه عمل مديراً‮ ‬لعدد من الصالات في‮ ‬البحرين،‮ ‬منذ ما‮ ‬يزيد على سبع سنوات،‮ ‬تنقل خلالها بين أربعة أو خمسة فنادق‮.‬
ويضيف،‮ ‬أنه لا‮ ‬يستغرب الحملة التي‮ ‬تشنها وزارة الإعلام والداخلية على صالات الفنادق،‮ ‬حيث‮ ”‬أننا معتادون على ذلك،‮ ‬فبين فترة وأخرى تقوم وزارة الإعلام والداخلية بشن مثل تلك الحملات،‮ ‬ثم لا تلبث أن تهدأ ويعود الوضع إلى ما كان عليه‮”‬،‮ ‬ويؤكد أن‮ ”‬العديد من الفنادق،‮ ‬وخاصة الصغيرة منها،‮ ‬لا تستطيع البقاء والاستمرار بالعمل دون المراقص‮”‬،‮ ‬لأن وحسب قوله‮ ”‬دخل الفنادق‮ ‬يعتمد بالدرجة الأولى على الصالات،‮ ‬لأن أغلب الزبائن لا‮ ‬يأتون إلى الفنادق من أجل الإقامة فقط،‮ ‬بل من أجل الاستمتاع والسهر‮”.‬

جولة داخل الفندق

بعد جلسة الدردشة في‮ ‬مكتب‮ ‬بالفندق،‮ ‬أخذنا جولة في‮ ‬مرافق الفندق بعد العديد من التنبيهات،‮ ‬وأهمها عدم التصوير وعدم إبراز شخصيتنا كصحافيين،‮ ‬لأن الزبائن‮ – ‬حسبما‮ ‬يقول‮ – ”‬حساسون جداً‮ ‬من هذه الناحية،‮ ‬فبعضهم أشخاص لهم مراكز مهمة،‮ ‬ولا‮ ‬يرغبون أن‮ ‬يُعرف ارتيادهم مثل تلك الأماكن‮”.‬
بداية الجولة كانت في‮ ‬أحد الأندية الليلية بالفندق،‮ ‬حيث تمتزج أدخنة السجائر برائحة المشروبات الكحولية ونغمات الموسيقى الشرقية،‮ ‬وعلى ضوء خافت تتمايل خمس فتيات بلباسهن التقليدي،‮ ‬في‮ ‬حركات‮ ‬غير متناغمة وغير متوافقة مع الموسيقى،‮ ‬وما أن تعتاد عيناك على المكان بعد فترة،‮ ‬ستكتشف العشرات من الزبائن‮ – ‬وأغلبهم من الآسيويين‮ – ‬يتوزعون على طاولات الصالة،‮ ‬معلقين أعينهم على الراقصات ومختلطين مع بعض العرب‮ (‬بحرينيون وخليجيون‮).‬
ويؤكد مدير الصالة أن أغلب العرب في‮ ‬هذه الصالة لا‮ ‬يعرفون اللغة التي‮ ‬تتحدثها الراقصات،‮ ‬وإنما دخلوا الصالة،‮ ‬لأنها الأقل سعراً‮ ‬بين الصالات الأخرى،‮ ‬أو لأنها تحافظ أكثر على السرية كون العرب لا‮ ‬يرتادونها كثيراً‮. ‬ويقول‮: ‬أن الفرقة‮ ‬التي‮ ‬تعمل في‮ ‬الصالة،‮ ‬تم استقدامها مباشرة من الـ‮(…)‬،‮ ‬وحصل‮ ”‬مستأجر الصالة‮” ‬على تأشيرات للراقصات والعازفين بمهنة فنانين‮.‬
ويضيف‮: ‬أن الفندق قام بتأجير الصالة لأحد المستثمرين،‮ ‬وبمبلغ‮ ‬مقطوع،‮ ‬على أن‮ ‬يقوم‮ (‬المستأجر‮) ‬بإدارة الصالة وتوفير مستلزماتها من مشروبات وفرقة فنية وخدمة ونظافة،‮ ‬ويتوقع المرء أن صالة بمثل هذا المستوى تدر دخلاً‮ ‬لا‮ ‬يقل عن ألف إلى ثلاثة آلاف دينار‮ ‬يومياً،‮ ‬وذلك حسب ما‮ ‬ينفقه الزبائن خاصة‮ ”‬النقطة‮” ‬التي‮ ‬يقدمونها إلى الراقصات،‮ ‬والتي‮ ‬تتراوح بين دينار واحد إلى ما‮ ‬يزيد عن‮ ‬100‮ ‬دينار‮.‬

وعند السؤال عن عمل الراقصات في‮ ‬الدعارة،‮ ‬تردد في‮ ‬البداية،‮ ‬وأكد أن عمل الفتيات‮ ‬يقتصر على الرقص فقط،‮ ‬وبعد إلحاح،‮ ‬بيّن أن بعضهن‮ ‬يعملن في‮ ‬الدعارة بعد انتهاء البرنامج،‮ ‬وذلك حسب الطلب من الزبائن،‮ ‬ومن الملفت للنظر ورغم أن أغلب زبائن الصالة من الجنسية الآسيوية،‮ ‬فإن زبائن الدعارة على الأغلب من الخليجيين،‮ ‬وفسر ذلك بعدم القدرة المالية للآسيويين على دفع ثمن الخلوة بالفتاة،‮ ‬والتي‮ ‬تتراوح بين عشرين إلى مئة دينار،‮ ‬حسب الفتاة والاتفاق مع‮ ”‬رجل تنظيم المهنة المكلف بإدارة عملها‮”.‬
الصالة الـ‮ (…)‬

أو هكذا‮ ‬يطلقون عليها،‮ ‬رغم أن الفرقة العاملة هناك من‮ (…)‬،‮ ‬وتبدو الصالة للوهلة الأولى،‮ ‬أكثر نظافة وترتيباً‮ ‬من الصالة السابقة،‮ ‬والراقصات اللواتي‮ ‬يتمايلن على المسرح أكثر عرياً‮ ‬من سابقاتهن،‮ ‬زبائن هذه الصالة على الأغلب من الجنسيات العربية المختلفة،‮ ‬إضافة إلى بعض الأوروبيين‮.‬
وتتكون الفرقة من ثماني‮ ‬راقصات إضافة إلى عازف ومطرب،‮ ‬وتقدم وصلات لأغاني‮ ‬أجنبية تتخللها بعض الأغنيات الخليجية والعربية‮ ‬بلهجة ركيكة للغاية،‮ ‬وربما كان هذا هو السبب الذي‮ ‬يدفع بالكثير من العرب لارتياد الصالة،‮ ‬كما قال مدير الفرقة،‮ ‬إضافة بالطبع إلى الجمال الفائق للراقصات،‮ ‬والنسبة الكبيرة من العري‮ ‬في‮ ‬ملابسهن‮.‬
ويضيف‮ (‬بيتر‮) – ‬وهو الاسم الذي‮ ‬سمح لنا بنشره‮ – ‬أن فتيات الفرقة تم تجميعهن خلال ثلاثة أسابيع قبل القدوم إلى البحرين،‮ ‬حيث طُلب منه فرقة مكونة من عشرة أشخاص للعمل في‮ ‬المرقص،‮ ‬ويؤكد‮ (‬بيتر‮) ‬أن أغلب الراقصات في‮ ‬فرقته حاصلات على شهادات جامعية في‮ ‬مختلف التخصصات ما بين الفلسفة والرياضيات واللغة الإنجليزية،‮ ‬مضيفاً‮ ‬أن السبب الرئيس الذي‮ ‬دفعهن للعمل كراقصات،‮ ‬هو ارتفاع الدخل المتحصل من هذا العمل،‮ ‬والذي‮ ‬يزيد في‮ ‬بعض الأحيان عن‮ ‬3‮ ‬آلاف دولار شهرياً‮ ‬على الأقل،‮ ‬وهو أعلى من راتب وزير لمدة سنة،‮ ‬إضافة إلى تأمين الإقامة والمأكل في‮ ‬الفندق‮.‬

ومن الملفت للنظر في‮ ‬هذه الصالة أن الزبائن أكثر‮ ”‬كرماً‮” ‬من الصالة السابقة،‮ ‬حيث لم تتوقف‮ ”‬فتاة الورد‮” ‬عن توزيع الأطواق على الراقصات،‮ ‬والتي‮ ‬يبلغ‮ ‬سعر الطوق الواحد فيها‮ ‬10‮ ‬دنانير،‮ ‬ويؤكد‮ (‬بيتر‮) ‬أن بعض الزبائن‮ ”‬الخليجيين‮” ‬ينفقون في‮ ‬نهاية الأسبوع ما‮ ‬يزيد عن‮ ‬500‮ ‬دينار في‮ ‬السهرة الواحدة،‮ ‬وذلك طلباً‮ ‬لكسب ود إحداهن،‮ ‬أو لمنع‮ ”‬زبون آخر‮” ‬من الفوز بالفتاة‮. ‬وعند سؤاله عن عمل الفتيات في‮ ‬الدعارة،‮ ‬رفض‮ (‬بيتر‮) ‬ذلك،‮ ‬ولكنه قال أنه لا‮ ‬يتدخل في‮ ‬العلاقات الخاصة للعاملات في‮ ‬الفرقة،‮ ‬وبالتالي‮ ‬لا‮ ‬يمانع من أن‮ ‬يكون للفتيات أصدقاء‮ (‬بوي‮ ‬فرندز‮).‬
من جانبه قال مدير الصالات أن‮ ”‬أسعار الفتيات الـ‮(…) ‬يتراوح بين‮ ‬20‮ ‬إلى‮ ‬100‮ ‬دينار،‮ ‬لكن حسب أيام الأسبوع‮” ‬حيث ترتفع الأجرة نهاية الأسبوع لوجود العديد من الخليجيين،‮ ‬والذين‮ ‬يملكون القدرة المالية على الدفع أكثر من البحرينيين والمقيمين‮.‬

وطلبنا من محدثنا أن‮ ‬يشرح لنا المزيد عن علاقة الفتيات برواد الصالة فقال أن‮ ”‬جميع الراقصات‮ ‬يجمعن العديد من الأصدقاء‮ (‬البوي‮ ‬فرندز‮)‬،‮ ‬إضافة إلى أن لديهن القدرة على إقناع كل واحد منهم أنها صديقته فقط‮”‬،‮ ‬ويعلق‮ ‬على ذلك‮ ”‬هن‮ ‬يبحثن عن النقود فقط،‮ ‬ولا‮ ‬يحملن أي‮ ‬مشاعر لأحد‮”‬،‮ ‬حيث لهن قدرة عجيبة على التخلص من أي‮ ”‬صديق‮” ‬في‮ ‬الوقت الذي‮ ‬يرونه مناسباً،‮ ‬وذلك بالعديد من الحجج والأكاذيب‮.‬
ورغم محاولتنا الحديث مع إحدى الفتيات،‮ ‬إلا أننا تلقينا رفضاً‮ ‬قاطعاً‮ ‬من‮ (‬بيتر‮) ‬بحجة أن الفتيات‮ ‬يحتجن إلى الراحة بعد انتهاء عملهن‮.‬

الصالة الأكثر شعبية

في‮ ‬اليوم التالي‮ ‬تابعنا جولتنا في‮ ‬الفندق ذاته،‮ ‬وبمصاحبة محدثنا نفسه حيث كانت الصالة التي‮ ‬تمثل القمة هي‮ ‬الهدف،‮ ‬ولأننا في‮ ‬نهاية الأسبوع،‮ ‬فقد ازدحم الفندق بالزبائن،‮ ‬وكانت الجنسيات الخليجية هي‮ ‬الأكثر حضوراً،‮ ‬إضافة إلى العديد من الجنسيات العربية والآسيوية والأوروبية‮.‬
وللزبون العادي‮ ‬من الصعب بمكان الحصول على طاولة بموقع متميز،‮ ‬ولكن مرافقنا قام بتأمين مكان مميز،‮ ‬نستطيع منه رؤية كل مَن بالصالة من زبائن و‮”‬فنانات‮”‬،‮ ‬ولم‮ ‬ينسَ‮ ‬تذكيرنا بالممنوعات مثل التصوير والتسجيل،‮ ‬والأهم من ذلك الإفصاح عن طبيعة زيارتنا للصالة‮.‬
من الواضح أنه قد تم تجهيز الصالة بتجهيزات جيدة،‮ ‬ولكنها تفتقد إلى الذوق‮.‬

تقف على مسرح الصالة ست فتيات من ثلاث جنسيات عربية،‮ ‬والتي‮ ‬من المفترض أنهن‮ ‬يقمن بالرقص،‮ ‬ولكن بالنظر إلى ما نعرفه عن الرقص،‮ ‬فإن ما‮ ‬يقمن به لا‮ ‬يتعدى سوى عرض المفاتن والتمايل بدون إيقاع وإرسال إشارات إلى بعض الزبائن،‮ ‬الذين‮ ‬يسرعون إلى‮ ‬تقديم‮ ”‬النقوط‮” ‬لهن،‮ ‬وبسخاء كبير،‮ ‬حيث بيّن لنا مرافقنا أن قيمة طوق الورد في‮ ‬الصالة‮ ‬20‮ ‬دينارا،‮ ‬هذا إضافة إلى التاج والذي‮ ‬تصل قيمته إلى‮ ‬50‮ ‬دينارا،‮ ‬وخلف الراقصات تقف‮ ”‬الفرقة الموسيقية‮” ‬والمكونة من ضارب إيقاع وعازف أورغ‮ ‬ومطرب،‮ ‬لا تجد في‮ ‬صوته ما‮ ‬يدل على الطرب،‮ ‬ورغم ذلك فإنه‮ ‬يجتهد في‮ ‬تلبية الطلبات المتتالية من الأغاني،‮ ‬والتي‮ ‬كانت في‮ ‬معظمها أغان خليجية،‮ ‬على الرغم من أن‮ ”‬المطرب‮” ‬من جنسية عربية‮. ‬وبعد جلوسك في‮ ‬الصالة ولمدة أقل من نصف ساعة،‮ ‬تستطيع أن تكتشف‮ ”‬الخروف‮”‬،‮ ‬وهو مصطلح‮ ‬يعني‮ ‬الزبون الجاهز للذبح،‮ ‬الذي‮ ‬يقوم بإنفاق مبالغ‮ ‬كبيرة على‮ ”‬النقوط‮”‬،‮ ‬وفي‮ ‬الغالب،‮ ‬حسب مرافقنا،‮ ‬يكون الخروف أحد رجال الأعمال الذي‮ ‬لا‮ ‬يستطيع السيطرة على نفسه بعد أول‮ ”‬كأس‮”.‬
و‮”‬خروف‮” ‬الليلة كان أحد الخليجيين ويدعى‮ ”‬أبو خالد‮”‬،‮ ‬قال لنا المرافق أن‮ ”‬أبو خالد‮” ‬من الزبائن المهمين في‮ ‬الصالة،‮ ‬يأتي‮ ‬بشكل أسبوعي،‮ ‬وله طاولة محجوزة باسمه نهاية كل أسبوع،‮ ‬ويضيف أن‮ ”‬أبو خالد‮” ‬ينفق ما بين‮ ‬1000‮ ‬إلى‮ ‬3000‮ ‬دينار في‮ ‬كل سهرة‮.‬

ولدى الاستفسار عن المقابل الذي‮ ‬يحصل عليه‮ ”‬أبو خالد‮” ‬قال المرافق وببساطة‮: ”‬لا شيء‮”‬،‮ ‬وأضاف‮ ”‬هذه المبالغ‮ ‬هي‮ ‬لزوم السهرة والفرفشة،‮ ‬أما أي‮ ‬شيء آخر فله حسابه الخاص‮”.‬
وعن الشيء الآخر،‮ ‬يقول‮: ”‬الفنانات في‮ ‬الأصل لا‮ ‬يعملن في‮ ‬الدعارة،‮ ‬ولكن زبون مهم ودفّيع مثل أبو خالد لا تستطيع أي‮ ‬واحدة منهن مقاومته‮”‬،‮ ‬ويضيف‮ ”‬على العكس من ذلك،‮ ‬فقد تتبارى الفتيات فيما بينهن للفوز به في‮ ‬نهاية السهرة،‮ ‬حتى‮ ‬يصل الأمر إلى درجة الشجار فيما بينهن‮”.‬
ولدى الاستفسار عن المبلغ‮ ‬الذي‮ ‬يمكن أن‮ ‬يدفعه الزبون لإحداهن،‮ ‬قال المدير‮: ”‬حسب الزبون،‮ ‬حيث‮ ‬يتراوح المبلغ‮ ‬بين‮ ‬50‮ ‬دينارا إلى عدة مئات‮”‬،‮ ‬ويضيف‮ ”‬هذا بالطبع فضلاً‮ ‬عن أجرة الحجرة ولزوم السهرة‮”. ‬وعن المبلغ‮ ‬المتحصل من العملية،‮ ‬يقول‮”‬يوزع المبلغ‮ ‬بين مدير الفرقة والفندق،‮ ‬ولكن الجزء الأكبر منه‮ ‬يذهب للفتاة،‮ ‬على اعتبار أنها ليست داعرة،‮ ‬وهذا بعكس ما‮ ‬يحصل مع فتيات‮ (‬البزنس‮)‬،‮ ‬وهن الفتيات اللواتي‮ ‬احترفن الدعارة‮”.‬
ويضيف المرافق‮: ”‬وللحقيقة،‮ ‬لا تقوم جميع الفتيات بالممارسة الجنسية مع الزبائن،‮ ‬هناك الكثير منهن لا زلن‮ ‬يرفضن ذلك،‮
‬ويؤكدن أنهن راقصات فقط‮”.‬

قصة‮ ‬ياسمين‮…‬

ياسمين واحدة من الفتيات العاملات في‮ ‬المرقص،‮ ‬وبعد جهد كبير استطعنا إقناعها بالتحدث معنا،‮ ‬ولكن كالعادة بالشروط التي‮
‬يحددونها‮ ”‬لا تسجيل،‮ ‬لا تصوير،‮ ‬لا أسماء‮”.‬
وياسمين تبلغ‮ ‬من العمر‮ ‬22‮ ‬عاماً،‮ ‬لديها قسط كبير من الجمال وحسن القوام،‮ ‬يخالطه الكثير من الخجل،‮ ‬وعن قصتها حدثتنا قائلة‮: ”‬أنا من‮ (…)‬،‮ ‬دفعني‮ ‬أهلي‮ ‬للزواج ولم أكمل السادسة عشر،‮ ‬وذلك نظرا للفقر الذي‮ ‬تعيشه العائلة‮”‬،‮ ‬وتضيف‮: ”‬لم‮ ‬يدم زواجي‮ ‬أكثر من سنتين،‮ ‬بسبب إدمان زوجي‮ ‬الخمر والمخدرات،‮ ‬وأنجبت خلال فترة زواجي‮ ‬ابنتي‮ ‬الوحيدة‮ (‬فرح‮)”.‬
وشاءت ظروفها‮ – ‬حسب قولها‮ – ‬أن تعود إلى بيت أهلها الفقير جداً،‮ ‬حيث جهدت أن تجد وظيفة تؤمن لها ولابنتها لقمة العيش،‮ ‬ولكنها فشلت في‮ ‬ذلك فشلا ذريعاً،‮ ‬بسبب عدم امتلاكها مهارات عمل أو أي‮ ‬شهادة دراسية،‮ ‬وتضيف‮: ”‬كان الجميع من حولي‮ ‬يطمع في‮ ‬جسدي،‮ ‬فأنا‮ ‬‭-‬‮ ‬حسبما‮ ‬يقولون‮ – ‬جاهزة،‮ ‬صغيرة في‮ ‬السن وجميلة ومطلقة‮”!‬

وتضيف‮: ”‬وشاءت الأقدار أن ألتقي‮ ‬بإحدى السيدات في‮ ‬بلدي،‮ ‬والتي‮ ‬كانت تعرف ظروفي‮ ‬الصعبة،‮ ‬ولهذا قدمت لي‮ ‬عرضاً‮ ‬مغرياً‮ ‬بالسفر إلى الخليج من أجل العمل كنادلة في‮ ‬أحد المطاعم،‮ ‬وبراتب‮ ‬1000‮ ‬دولار‮”‬،‮ ‬وأمام هذا المبلغ‮ ‬الكبير‮ – ‬حسب قولها‮ – ‬لم تستطع المقاومة،‮ ‬وحصلت بسرعة كبيرة على موافقة العائلة،‮ ‬لأن مبلغ‮ ‬كهذا سيخرجهم من الفقر المدقع الذي‮ ‬يعانونه‮.‬
وتضيف‮ ‬ياسمين‮: ”‬بعد وصولي‮ ‬إلى البحرين،‮ ‬قمت بتسليم جواز سفري‮ ‬إلى إدارة الفندق،‮ ‬وسكنت مع فتاة‮ (….) ‬في‮ ‬غرفة واحدة بنفس الفندق‮”‬،‮ ‬بعد ذلك اكتشفت‮ ‬ياسمين أن العمل الذي‮ ‬قدمت من أجله إلى البحرين هو الرقص وليس العمل كنادلة حسب الاتفاق‮. ‬وتقول‮: ”‬في‮ ‬البداية ترددت في‮ ‬الموافقة،‮ ‬ولكن زميلتي‮ ‬في‮ ‬الحجرة أقنعتني‮ ‬بالعمل،‮ ‬حيث أننا نعمل كراقصات فقط،‮ ‬وليس أكثر من ذلك‮”‬،‮ ‬وتؤكد‮: ”‬ولتقبُل العمل كراقصة احتجت إلى أكثر من أسبوع،‮ ‬حيث قمت بمراقبة الفتيات على المسرح،‮ ‬وتأكدت أن لا شيء‮ ‬يمكن أن‮ ‬يحدث لي،‮ ‬فقط الرقص‮”‬،‮ ‬وتضيف‮: ”‬هذا بالإضافة إلى وعد من مدير الفرقة بزيادة راتبي،‮ ‬كذلك حصولي‮ ‬على‮ (‬النقوط‮)”. ‬وعند سؤالها عن رأي‮ ‬عائلتها في‮ ‬عملها كراقصة،‮ ‬أجابت‮ ”‬عائلتي‮ ‬لا تعرف عن عملي‮ ‬كراقصة،‮ ‬وهم‮ ‬يعتقدون أنني‮ ‬لا زلت أعمل نادلة في‮ ‬مطعم،‮ ‬وعلى العموم،‮ ‬أعتقد أن المبالغ‮ ‬التي‮ ‬أرسلها لهم ستعميهم عن السؤال لفترة طويلة‮”!‬

وعند سؤالها عن العمل بالدعارة،‮ ‬ترددت في‮ ‬البداية،‮ ‬ولكنها أكدت لنا أنها لم تعمل بالدعارة على الإطلاق،‮ ‬وإنها ترفض ذلك رفضاً‮ ‬مطلقا على الرغم من محاولة مدير الفرقة المتكررة وزميلاتها بالفرقة إقناعها بذلك،‮ ‬وأضافت‮ ”‬لست أنا الوحيدة التي‮ ‬ترفض العمل بالدعارة،‮ ‬فهناك عدد من الفتيات‮ ‬يرفضن ذلك،‮ ‬ولا أحد‮ ‬يستطيع إرغامنا عليه،‮ ‬وكل ما‮ ‬يمكن أن‮ ‬يفعلوه هو الإغراء بالمزيد من المال‮”. ‬وبالنسبة للفتيات اللواتي‮ ‬قبلن العمل بالدعارة تقول‮: ”‬كل واحدة حرة،‮ ‬وكل واحدة لديها قناعاتها الخاصة،‮ ‬ولكن‮ ‬يجب أن لا تنظروا إلى جميع الفتيات بنفس الطريقة‮”.‬
وعن مستقبلها في‮ ‬مهنة الرقص تقول‮: ”‬أنا في‮ ‬البداية لست راقصة،‮ ‬ولا أجيد الرقص،‮ ‬ولكن الظروف هي‮ ‬التي‮ ‬وضعتني‮ ‬في‮ ‬هذا الطريق‮”‬،‮ ‬وتؤكد‮: ”‬أسعى لهدف واحد الآن هو تأمين مستقبلي‮ ‬ومستقبل ابنتي‮ ‬ومن ثم سأعود إلى بلدي‮ ‬بكرامتي‮ ‬وشرفي‮”.‬

وتضيف‮: ”‬أرجو أن لا تتوقع أنني‮ ‬سعيدة بما أعمله،‮ ‬ولكنه الفقر الذي‮ ‬اضطرني‮ ‬لذلك،‮ ‬لهذا فإنني‮ ‬في‮ ‬كل ليلة أصلي‮ ‬وأدعو الله وأنا أبكي‮ ‬أن‮ ‬يساعدني‮ ‬ويغفر لي‮”.‬
وبعد أن انسابت دمعات على وجنتيها،‮ ‬لم‮ ‬يعد هناك مجال لاستمرار الحوار،‮ ‬حيث أنها رفضت المزيد من الأسئلة واستــــــــأذنــــت بالعـــودة إلى‮ ‬غرفتهــــا لتنال قسطــــاً‮ ‬من الراحة‮.

كفانا الله شر الدعارة…

تحياتي،،،

Read Full Post »

رفع للتذكير. قارنوا الأمس باليوم!

شمعون بيريز

منقول من: هل كان شيمون بيريز ضيفا على أتباع السلف الصالح في قطر! بقلم حسين العلق

اعجبتني جرأة هذا المقال و قررت مشاطرتكم به… قراءة ممتعة! 😉

في غمرة الجدل المذهبي المتفاقم عبر وسائل الإعلام المحلية والإقليمية بين السنة والشيعة، حلّ نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي شيمون بيريز ضيفا خفيفا على دولة قطر، فأخذه الأمير القطري بالأحضان، واستضافته استوديوهات قناة الجزيرة بحميمية لافتة، وأحاط به الطلاب الجامعيون القطريون في حوار ودي وهادئ..

ولم تعكر صفو الزيارة أصوات المجنزرات الإسرائيلية التي شرعت في هدم جزء من سور المسجد الأقصى، كما لم تزعج غيرهم من قبل ولا من بعد عملية نخر أساسات المسجد المهدد بالانهيار في أي لحظة.

سألني أحد «الخبثاء» ونحن نشاهد عبر التلفزيون الاحتفالية التي قوبل بها بيريز كما لو أنه غريب حل في مضارب القوم فلم يبخلوا عليه بالضيافة العربية الأصيلة.. سألني؛ ماذا لو كانت زيارة بيريز لطهران أو لبغداد وكان مستضيفوه من الشيعة الأقحاح تحديدا!

فأجبته، لن يحدث شيء، سوى أننا سنقرأ كما العادة عن الخيانة التاريخية المتأصلة في «الرافضة» وأحفاد «ابن العلقمي» فهاهو الإثبات العملي يتجلى أمامنا، ففي الوقت الذي تهدم أسوار بيت المقدس يستضيف الشيعة تلميذ بن غوريون وبطل مجزرة قانا وراعي القنبلة النووية الإسرائيلية التي تهدد الأمة بالفناء في أي لحظة، ونائب رئيس الكيان الذي يسوم أهل السنة والجماعة العذاب ليل نهار منذ خمسين عاما.. فرمقني صديقي بابتسامة صفراء غير خافية المعاني.

هذا وسيعقب ذلك إصدار سيل من بيانات الشجب والاستنكار عبر مقالات الصحف القومية جدا، ومنابر المساجد الصحوية جدا جدا، والتي تجدد تكفير وإباحة دم كل شيعي في هذا العالم حتى لو كان من سكان الاسكيمو.

في المقابل لم نر حتى الآن سيل الأقلام التي قتلت نفسها وشقت ثيابها من النياحة على صدام حسين تعرج على الزيارة الميمونة للضيف الإسرائيلي الكريم! ولم نر مثلا تظاهرة فلسطينية أو عربية واحدة ضد هذه الزيارة، ولم نسمع خطيب جمعة عربي واحد، من اؤلئك الذين «طاحت بلاعيمهم» من كثرة السباب والشتائم العنصرية والمذهبية لإخوانهم في الدين تنتقد الزيارة.

والأهم من ذلك، أين ذهبت حماسة الشيخ القرضاوي الذي بدا الزبد واضحا على طرفي شفتيه وهو يخوف الأمة قبل أيام من وَهم «التبشير الشيعي»، أقول أين ذهبت حماسته وغيرته على الدين والقدس والدماء المسلمة التي تقتل بغير حق و«التبشير الصهيوني» يدق أبواب داره وعلى بعد أمتار من مكتبه.

وعلى الجانب الآخر، لم نسمع كاتبا شيعيا واحدا أو وسيلة إعلام شيعية تتهم أهل السنة والجماعة بالجملة بأنهم عملاء للصهاينة، لا لشيء سوى لأن من بينهم من يقيم علاقات دبلوماسية وشرع أبواب دولته للاسرائيلين «سردح مردح».

بل سيكون في أوساطنا من المستهجن جدا -ومن المحال أصلا – أن يأتي من يتهم أهل السلف الصالح عبر العالم بأنهم يحتفظون بعلاقة «زي السمن على العسل» مع اليهود، فقط لأن دولة قطر التي تتخذ من المذهب الحنبلي السلفي مذهبا استقبلت أحد مؤسسي الكيان الصهيوني والعلم الإسرائيلي يرفرف في سماءها منذ سنوات وهي التي تحتضن أكبر قاعدة جوية امريكية تزخر بالقنابل الذكية!

ولم يقل شيعي يوما بأن أتباع أبي حنيفة هم سبب نكسة الأمة لأن دولة تتخذ من الحنفية مذهبا كمصر أقامت اتفاقية سلام مع اسرائيل، أو أن يتهم المالكية بأنهم صاروا أبناء عمومة لبني اسرائيل فقط لأن الملك المغربي اعتبر اليهود أبناء عمومته، أو لأن موريتانيا «المالكية» أقامت علاقات حميمة مع دولة إسرائيل!!

والسبب في ذلك جد بسيط، وهو أن عالم السياسة لا يمت بصلة لعالم الأديان أو جانب المذاهب، وعليه لا يشك عاقل بأن ما يجري اليوم من تأجيج مذهبي بين الشيعة والسنة، منشأه الأساس وغاياته القصوى سياسية محضة، ولعلنا نلمح هنا وهناك عقلاء أدركوا اللعبة جيدا والتفتوا إلى أن سر التضخيم للنزاع المذهبي إنما هو انعكاس لصراع سياسي على تقاسم النفوذ والسلطة عبر المنطقة بأكملها، وأن التوظيف المذهبي ما هو إلا إحدى وسائل الحرب لا أكثر ولا أقل.

وهذا يعني ببساطة أن لدى الفريقين السنة والشيعة من الحمقى والأغبياء ما يكفي لإشعال حرب مذهبية لا تبقي ولا تذر، اذا ما انساقوا خلف هذه الجدل العقيم، فالحرب أولها كلام.. وضحيتها على الدوام هم الأبرياء من الفريقين، ولا أرى فائدة الآن من التذكير أو إعادة مناقشة أسباب اندلاع العنف الأعمى في العراق، فغبار التفجيرات ورائحة الدم وأشلاء الضحايا فيها ما يشيب له الولدان ويذهب رأي الحليم.

في هذا الوقت يبدو من فضول الكلام أيضا الإشارة إلى أول من كفر واستباح علنا دماء طوائف بأكملها من الشعب العراقي والأمة وأفضت إلى مجازر نراها ماثلة أمامنا اليوم، كما أنه من غير اللائق البكاء على لبن التعايش السلمي في وقت لم يستثني الانتقام الأعمى أخضرا ولا يابسا.

بدلا من ذلك، علينا جميعا نحن السنة والشيعة لعب دور الاطفائي للسيطرة على هذا الحريق الذي يكاد يحرق المنطقة برمتها، حتى لا يؤاخذنا ربنا بما فعله سفهاء الفريقين منا. نحن بحاجة لصحوة جديدة تخرجنا جميعا من حالة الاصطفاف الطائفي خلف سفهائنا المتقاتلين في العراق، إلى حالة الحكمة والتعقل الذي يمكننا من مساعدتهم على وضع الحلول الممكنة لايقاف النزيف بينهما.

وعودا على بدء.. الأهم من ذلك كله أن لا نلجأ للتعميم السخيف على الطريقة «الساحاتية» المعروفة التي بدأت بالبروز في صحافتنا المحلية مؤخرا، والتي تنال من طوائف وأقواما بأكملها لمجرد أن نفرا من هذه الطائفة في هذه البلاد أو تلك ارتكب خطيئة أو جرما. فلا أحد معصوم من الخطأ، ومن كان بيته من زجاج فلا يرمي الناس بحجر، ومن كان منكم بلا خطيئة فليرمها.. بتهمة من العيار القومي الثقيل، والأولى بمن يرفرف العلم الإسرائيلي على مبعدة قريبة من داره أن لا يتهم الناس بالعمالة والتآمر، وأن من «يتسدح» السائحون الإسرائيليون في منتجعاته وفنادقه أن لا يخوف الناس من هلال شيعي أو يتهمهم بالولاء لغير بلدانهم أو يزبد ويرعد لخطر خلقته الأوهام الشيطانية اسمه التبشير الشيعي…

تحياتي،،،

Read Full Post »

P.R.E.Y ~ A.L.O.N.E

 

واحد من افضل الافلام التي شاهدتها على شاشة الكمبيوتر لدي…

هذا، إن لم يكن افضلها على الاطلاق… 😉

يستاهل اوسكار رقمي 😛

ملاحظة: ماعدا الشخوص، كل شيء آخر تمت صناعته عن طريق الكمبيوتر!! 😮

15 دقيقةتستحق المشاهدة 😀

استمتعوا بها! 🙂

تحياتي،،،

Read Full Post »

 

 

مع تعرض الأقصى للهجمة الشرسة التي تهدد بنيانه بالدمار و الهدم، فقد تم الاتفاق على ان يتم اعتبار اليوم هو يوم الأقصى بالمدونات العربية…

تحياتي،،،

Read Full Post »

USDagger

 

 

على خلفية مواضيع كثير قرأتها، و منها أيها الكرام الفتنة قادمة يا سادة – لعن الله من أنكرها و بعد خبر المحافظون الجدد يناقشون التغيير والطائفية في البحرين و مشاهدتي للفيديو المصور للجلسة هنا فقد تبين لي بالدليل القاطع – و بوضوح الشمس بالنهار و البدر بالليل و “شي يوري الأعمى” كما نقوله باللهجة المحلية البحرينية – أن الفتنة… ليست قادمة فعلاً… فهي قد وصلت، و هي هنا، على شرفات منازلنا تطرق الأبواب، و تنتظر مجنونا يفتح لها الباب لتعيث الفساد في “بيتنا العود”، البيت الذي يؤوينا و يحمينا من برد الشتاء و حر الصيف، و الشمس الحارقة و الأمطار الغزيرة، لـ”تخرب بيتنا” و تهدم أسقفه على رؤوسنا…

أصبحت هذه الفتنة تستخدم شتى الوسائل و الطرق لإقناع احد سكان هذا المنزل لفتح الباب لها و العبور تحت أقدامنا. قد توسط شخصاً نحبه أو يحبه غيرنا فيغتر و يفتح الباب، أو تمرر أوراقاً نقدية من تحت الباب فيلتقطها سيء الحظ الذي يسيطر على دماغه فيفتح الباب… يفتح الباب فتنتشر فينا هذه الفتنة انتشار الطاعون في الأجساد و تلوث عقولنا كتلويث الحبر للماء، فلا نرى ما حولنا بشكله الحقيقي و بصورته الصحيحة، بل نعتبر الجميع خونة و أعداء لهذا البيت، نصبح نحن خدام لهذه الفتنة و “زومبي” من المسوخ التي تنتشر في أركانه و تنهش لحم ساكنيه. نستلم معولاً أو مطرقة أو أزميلاً أو حتى عبوة ناسفة لنقضي على ذاك المسخ من الجهة التي تقدم لنا تلك الأداة أو ذاك السلاح، غير مهتمين ما إذا كان الواهب ينوي خيراً أم شراً لهذا البيت – مع أن نية الشر أرجح كمناً – فننتهي جميعاً بتهاوي جدران البيت على رؤوسنا و رؤوس من نحب في هذا البيت، تكون نهايتنا غير سعيدة كأفلام التراجيديا التي يموت فيها البطل مع حبيبته مع الأشرار أيضاً للتخلص من الأشرار… و لكن الفرق أن لا احد يبقى حياً في البيت الذي تدخله الفتنة…

“الفتنة اشد من القتل”

صحيح. القتل يمكن أن يستمر مدة و ينتهي متى ما تم القصاص، أما الفتنة فإنها تولد المزيد من الدم و المزيد من الموت حتى فناء الجميع. الفتنة تستطيع الاستمرار ما دام هناك شخص حي واحد يصبح و يضحي و يمسي في ذهنه كل يوم فكرة الانتقام و إرجاع حقه المفقود و دم أحبائه المهدور. قد يكون هذا الإنسان على حق، و قد يأخذ حقاً و يهدر دماً في مقابل تعويضه عما فقد، و لكن الدراما تتكرر مرة بعد أخرى… حتى خسارة هذا المنزل…

لم أكن أريد أن أطيل عليكم مقدمتي تلك… و لكن العاطفة أخذتني هذه المرة. جعلتها تأخذني لأنها كانت لا تريدني أن أرى لبناناً أو عراقاً آخر… كفانا… كفانا فتناً يا جماعة! كفانا ضحكاً على الذقون و جشعاً في البطون! لا أخاطب الذي احضر الفتنة إلى عتبة البيت، بل الذي ادخلها داخله. على الأقل الذي احضر الفتنة لديه مصلحة فيها، و لكن الذي ادخلها ليس له ذلك…

 

Bh in danger

قمة الفتنة التي وصل إليها وضع بيتي، كان في سؤال قامت دانييلا باتيلكا بسؤال للمتحدثين في ندوة معهد “انتربرايز” في واشنطن تجمع على عدم كفاية الإصلاحات في البحرين بعنوان: “الإصلاحات في البحرين: خطوة للأمام وخطوتان للخلف” شممت رائحة “فتنة” قوية للغاية و أن بدت على مسافة غير قريبة… ألزمت الحاضرين بالإجابة عليه بـ”نعم” أو بـ”لا” بلا وسط بينهما…

سألتهم “في حال افترضنا أن الأغلبية الشيعية في البحرين فازت في الانتخابات ووصلت إلى الحكم، وساعدتها الولايات المتحدة والمجتمع الدولي في ذلك، فهل ستوفر هذه الأغلبية نفس الامتيازات التي توفرها العائلة الحاكمة حاليا لأمريكا، سواء من الناحية العسكرية أو الاقتصادية أو السياسية؟”

كان السؤال في منتهى الحرج و منتهى الدقة و التحديد… و الإجابة عليه إما بنعم أو بلا… فإن أجيب عليه بنعم فسيكون أبناء الطائفة الشيعية في نظر الآخرين في منتهى الجشع و على آخر درجة من الخيانة، لأنهم اشبعوا رغباتهم عن طريق اللجوء لأشنع و اجشع و أكثر الأمم شراً و تدميراً، و باعوا أنفسهم للشيطان و مصاص دماء الحضارات و الشعوب…

و أن أجابوا بلا… يصبحوا “من المغضوب عليهم” و تنجلي عن “السلطات” العين الأخيرة و تصبح يداً تضرب و تساعد الجلاد في العقاب، بدلاً من لسان يهجي و يخيف المعاقب عند الإفراط في العقوبة، و نقفز هكذا “من المقلاة إلى النار”، ففي كل الأحوال لا يوجد خيار “خارج المقلاة” هنا…

الملفت للنظر أن الإجابات كانت كالتالي:

“الخواجة: لا أستطيع الإجابة بنعم أو لا، فالأمر يعتمد…”

إجابة جيدة على الرغم من انه كان من المفترض عليه التشديد من مغزى السؤال… فالسؤال وحده يبعث الشك و الريبة لكل من يسمعه!

ماذا قال “المثير للجدل”؟؟؟

“لا أعتقد أن الوجود الأمريكي في البحرين، وخاصة العسكري منه، مطروح للنقاش من جانب المعارضة أو الشيعة. فلم أسمع أحدا طالب بخروج القوات الأميركية من البحرين خلال السنوات الخمسين الماضية. لكن إذا استمرت…”

انقطع النص عند هذه النقطة بالمصدر. إذا استمرت ماذا؟؟؟؟؟ ما الذي يشترط اعتراض شعب البحرين – و الذي اعترض في أول مظاهرة رسمية بعد ميثاق العمل الوطني و السماح بالتظاهر المرخص – على “وجود سفارة أمريكية في البحرين” قريب تسديد الضربة للعراق و احتلال أراضيه من قبل القوات الأمريكية و نداء السلطات بإغلاقها و إرجاع جميع المارينز إلى وطنهم و إغلاق مقر الأسطول الخامس الأمريكي المتمركز على ارض البحرين؟؟ هل نسى “المثير للجدل” خلال خدمته للدولة و المملكة خلال 25 عاماً في إعداد التقارير و البحوث للحكومة و كيفية السيطرة على الشعب أن البحرينيين – و يحصل مقابل هذا على 16000 دولار شهرياً و أكثر لا يريدون تواجداً عسكرياً أمريكياً في كيانهم؟ و يدعي انه خلال السنوات الخمسين الماضية لم يسمع أحدا يطالب بهذا.. مضحك!

أما الشعرة التي قصمت ظهر البعير، فكان اسمها توني جونز. قال:

كنت ذات مرة شاهدا على مظاهرة بالآلاف في منطقة سترة، وكانوا يرفعون إعلاما، وسألت بعضهم، لو ساعدتكم الولايات المتحدة، فهل سترفعون أعلامها، فقالوا لم لا، إذا ساعدتنا فسنرفع الأعلام الأمريكية…”

انقطع النص هنا أيضاً… يبدوا انه قد ترك الأغلبية هنا و استند على كلام “بعضهم” و خول هؤلاء البعض للكلام عن بقية الآلاف المؤلفة – و التي يغلب أن هتفت أثناء التظاهر “الموت لأمريكا!” – و يجوز أن يكون هذا “البعض” قد اسودت بهم الدنيا و قالوا ما قالوه فقط كرهاً في الحكومة و ليس حباً في أمريكا، و لو جاء إبليس و عرض العرض ذاته لقبلوه(!) في حين أن العلم الإسرائيلي و الأمريكي يداس يومياً عشرات إن لم يكن مئات المرات تحت إطارات السيارات في الطريق قرب جامع رأس الرمان. اعتذر لشعب الولايات المتحدة الذين لا زرع لهم و لا ناقة بالأمر على ذلك، و لكن أحرى بهم أن يلوموا حكوماتهم على تصرفاتها و يحملونها مسؤولية تشويه هويتهم و سمعة وطنهم.

و كأن توبي و السيد المثير للجدل قد اتفقا على أن يزكموا أنوف الحاضرين بالـ”رشوة” لجعل احد سكان البيت يفتح الباب و… لا داعي للشرح فقد قرأتم المقدمة!

حسناً، لقد أطلت في مقالي هذا. أتمنى أن فكرتي قد وصلت. فقط أتمنى من أخواني قاطني بيتي و بيت الجميع ألا يصدقوا حديث الفتنة و يصبحوا أداة لها بقصد أو بدون قصد، بل يصرخوا بأقصى صوتهم “اذهبي أيتها الفتنة! حتى لو كان بيتنا متهالكاً و مائلاً للسقوط، فهذا أفضل من أن نهدمه بأيدينا هذه و نذوق لوعة الذل و طعم المهانة و نشم رائحة الموت!”

في أمان الله، و الله يحفظكم من الفتنة بمشيئته…

تحياتي و السلام،،،

Read Full Post »

كتبت هذه القصة في حصة تعبير بالصف السادس الابتدائي في العام 1996، وقتها كانت مدرستي – و اسمها دلال، لا اذكر اسها الأوسط و لا الاخير – قامت باعطائنا حصة تعبير عن العصر الحجري، و كنا قد درسنا العصور الحجرية في مادة الاجتماعيات و الكثير من المواضيع المرتبطة، بها مما جعل مخيلتي متحفزة سهلت كتابتي لقصتي هذه. كنت متأثراً ايضاً من مسلسل اسمه Sliders كان يعرض في القناة 55 عن مجموعة من الاشخاص ضاعوا في ابعاد الزمان و المكان و يحاولون العودة مرة اخرى إلى الوطن… فكانت “آلة الزمن العجيبة”! 😀

كنت في زيارة لمتحف الأجهزة الالكترونية الحديث، و شد انتباهي آلة عجيبة، هي آلة الزمن!!

صعقت و أنا أشاهد تلك الآلة، و تحركت رجلي دون قصدي، تحركت و تحركت حتى وصلت إليها و دخلتها، انتبه رجال الأمن و جروا نحوي و قالوا لي: لا تضغط الزر! و كانوا قد قالوها بعد فوات الأوان، فقد تحركت آلة الزمن و ذهبت بي إلى فجر التاريخ، و بعد قليل شعرت بارتطامٍ شديد، و خرجت من تلك الآلة، و يا للهول!! أشجار هنا و أشجار هناك. ألقيت نظرة على لوحة القيادة، و فوجئت بأمرين: الأول أني في العصر الحجري، و كنت سعيداً لذلك، أما الثاني فقد كان مرعباً إذا أن البطارية انتهت! يا الهي، أخشى أني سأبقى هنا للأبد؛ فتشت عن بطاريات احتياطية، فخطرت ببالي فكرة، و هي أن احصل على ليمون. فقالت لنا المعلمة كيفية عمل بطاريات من الليمون، فكانت الأدوات لدي إلا الليمون، و هكذا بدأت رحلة البحث عن الليمون.

في بداية الرحلة رأيت ماموثاً يركض نحوي هائجاً، فجريت في الاتجاه المعاكس، و أثناء ركضي لاحظت حفرة فقفزت فوقها، و بسبب سرعة الماموث سقط في الحفرة، حينها وجدت مجموعة من الأشخاص سعداء بالغنيمة، تفاهمت معهم بلغة الإشارة، و كنت جائعاً فطلبت بعض الطعام، فأعطوني بعض اللحم النيئ فكنت مضطراً لأكله، و اعترف انه كان لذيذاً و علموني كيفية صناعة الأدوات و الأسلحة و كيفية الدفاع عن النفس و أشياء أخرى، و واصلت طريقي، ثم حل الظلام، و بحثت عن كهف اسكن فيه و بعد أن وجدت كهفاً نمت فيه ليلتي، و في الصباح باشرت العمل، و هاجمني نمرٌ هذه المرة، و كنت مستعداً لذلك بأدواتي، فاستطعت أن اقتله، و فجأة هطل المطر، يا ربي ماذا افعل؟ و بحثت عن كهف، فوجدت مجموعةً بشرية تسكن إحدى المغارات، فشاركت معها و وجدت أن هذه المغارة تضم عوائل ضخمة، و بعد هطول المطر واصلت طريقي، فاعترضتني مجموعة بشرية، و حاولوا قتلي ظناً منهم أني عدواً لهم، و هربت منهم و طاردوني، و هربت منهم بأعجوبة، و يا للمفاجأة!

وجدت أمرين في المكان الذي اختبأت فيه. الأول أني رجعت من حيث ما أتيت و كنت مذهولاً جداً، الآخر أني وجدت شجرة الليمون خلف الآلة، آه، لو تلفت جيداً لوفرت كل جهودي، عملت تركيبة الكهرباء بالليمون، و عملت الآلة، ياللفرحة!!! و عملت على توقيتها على العام 1996، فأخذتني إلى زمني و موطني، و كان والداي يبحثان عني في يأس و الشرطة تحقق و لم تصل إلى نتيجة، و فجأة ظهرت آلة الزمن و رجعت إلى والداي في سرور و أنا احكي لهم ما حدث.

وجدت أمرين في المكان الذي اختبأت فيه. الأول أني رجعت من حيث ما أتيت و كنت مذهولاً جداً، الآخر أني وجدت شجرة الليمون خلف الآلة، آه، لو تلفت جيداً لوفرت كل جهودي، عملت تركيبة الكهرباء بالليمون، و عملت الآلة، ياللفرحة!!! و عملت على توقيتها على العام 1996، فأخذتني إلى زمني و موطني، و كان والداي يبحثان عني في يأس و الشرطة تحقق و لم تصل إلى نتيجة، و فجأة ظهرت آلة الزمن و رجعت إلى والداي في سرور و أنا احكي لهم ما حدث.

اتمنى انها قد نالت على اعجابكم! 🙂

تحياتي،،،

Read Full Post »

Older Posts »