Feeds:
المقالات
التعليقات

Archive for 15 فيفري، 2007

USDagger

 

 

على خلفية مواضيع كثير قرأتها، و منها أيها الكرام الفتنة قادمة يا سادة – لعن الله من أنكرها و بعد خبر المحافظون الجدد يناقشون التغيير والطائفية في البحرين و مشاهدتي للفيديو المصور للجلسة هنا فقد تبين لي بالدليل القاطع – و بوضوح الشمس بالنهار و البدر بالليل و “شي يوري الأعمى” كما نقوله باللهجة المحلية البحرينية – أن الفتنة… ليست قادمة فعلاً… فهي قد وصلت، و هي هنا، على شرفات منازلنا تطرق الأبواب، و تنتظر مجنونا يفتح لها الباب لتعيث الفساد في “بيتنا العود”، البيت الذي يؤوينا و يحمينا من برد الشتاء و حر الصيف، و الشمس الحارقة و الأمطار الغزيرة، لـ”تخرب بيتنا” و تهدم أسقفه على رؤوسنا…

أصبحت هذه الفتنة تستخدم شتى الوسائل و الطرق لإقناع احد سكان هذا المنزل لفتح الباب لها و العبور تحت أقدامنا. قد توسط شخصاً نحبه أو يحبه غيرنا فيغتر و يفتح الباب، أو تمرر أوراقاً نقدية من تحت الباب فيلتقطها سيء الحظ الذي يسيطر على دماغه فيفتح الباب… يفتح الباب فتنتشر فينا هذه الفتنة انتشار الطاعون في الأجساد و تلوث عقولنا كتلويث الحبر للماء، فلا نرى ما حولنا بشكله الحقيقي و بصورته الصحيحة، بل نعتبر الجميع خونة و أعداء لهذا البيت، نصبح نحن خدام لهذه الفتنة و “زومبي” من المسوخ التي تنتشر في أركانه و تنهش لحم ساكنيه. نستلم معولاً أو مطرقة أو أزميلاً أو حتى عبوة ناسفة لنقضي على ذاك المسخ من الجهة التي تقدم لنا تلك الأداة أو ذاك السلاح، غير مهتمين ما إذا كان الواهب ينوي خيراً أم شراً لهذا البيت – مع أن نية الشر أرجح كمناً – فننتهي جميعاً بتهاوي جدران البيت على رؤوسنا و رؤوس من نحب في هذا البيت، تكون نهايتنا غير سعيدة كأفلام التراجيديا التي يموت فيها البطل مع حبيبته مع الأشرار أيضاً للتخلص من الأشرار… و لكن الفرق أن لا احد يبقى حياً في البيت الذي تدخله الفتنة…

“الفتنة اشد من القتل”

صحيح. القتل يمكن أن يستمر مدة و ينتهي متى ما تم القصاص، أما الفتنة فإنها تولد المزيد من الدم و المزيد من الموت حتى فناء الجميع. الفتنة تستطيع الاستمرار ما دام هناك شخص حي واحد يصبح و يضحي و يمسي في ذهنه كل يوم فكرة الانتقام و إرجاع حقه المفقود و دم أحبائه المهدور. قد يكون هذا الإنسان على حق، و قد يأخذ حقاً و يهدر دماً في مقابل تعويضه عما فقد، و لكن الدراما تتكرر مرة بعد أخرى… حتى خسارة هذا المنزل…

لم أكن أريد أن أطيل عليكم مقدمتي تلك… و لكن العاطفة أخذتني هذه المرة. جعلتها تأخذني لأنها كانت لا تريدني أن أرى لبناناً أو عراقاً آخر… كفانا… كفانا فتناً يا جماعة! كفانا ضحكاً على الذقون و جشعاً في البطون! لا أخاطب الذي احضر الفتنة إلى عتبة البيت، بل الذي ادخلها داخله. على الأقل الذي احضر الفتنة لديه مصلحة فيها، و لكن الذي ادخلها ليس له ذلك…

 

Bh in danger

قمة الفتنة التي وصل إليها وضع بيتي، كان في سؤال قامت دانييلا باتيلكا بسؤال للمتحدثين في ندوة معهد “انتربرايز” في واشنطن تجمع على عدم كفاية الإصلاحات في البحرين بعنوان: “الإصلاحات في البحرين: خطوة للأمام وخطوتان للخلف” شممت رائحة “فتنة” قوية للغاية و أن بدت على مسافة غير قريبة… ألزمت الحاضرين بالإجابة عليه بـ”نعم” أو بـ”لا” بلا وسط بينهما…

سألتهم “في حال افترضنا أن الأغلبية الشيعية في البحرين فازت في الانتخابات ووصلت إلى الحكم، وساعدتها الولايات المتحدة والمجتمع الدولي في ذلك، فهل ستوفر هذه الأغلبية نفس الامتيازات التي توفرها العائلة الحاكمة حاليا لأمريكا، سواء من الناحية العسكرية أو الاقتصادية أو السياسية؟”

كان السؤال في منتهى الحرج و منتهى الدقة و التحديد… و الإجابة عليه إما بنعم أو بلا… فإن أجيب عليه بنعم فسيكون أبناء الطائفة الشيعية في نظر الآخرين في منتهى الجشع و على آخر درجة من الخيانة، لأنهم اشبعوا رغباتهم عن طريق اللجوء لأشنع و اجشع و أكثر الأمم شراً و تدميراً، و باعوا أنفسهم للشيطان و مصاص دماء الحضارات و الشعوب…

و أن أجابوا بلا… يصبحوا “من المغضوب عليهم” و تنجلي عن “السلطات” العين الأخيرة و تصبح يداً تضرب و تساعد الجلاد في العقاب، بدلاً من لسان يهجي و يخيف المعاقب عند الإفراط في العقوبة، و نقفز هكذا “من المقلاة إلى النار”، ففي كل الأحوال لا يوجد خيار “خارج المقلاة” هنا…

الملفت للنظر أن الإجابات كانت كالتالي:

“الخواجة: لا أستطيع الإجابة بنعم أو لا، فالأمر يعتمد…”

إجابة جيدة على الرغم من انه كان من المفترض عليه التشديد من مغزى السؤال… فالسؤال وحده يبعث الشك و الريبة لكل من يسمعه!

ماذا قال “المثير للجدل”؟؟؟

“لا أعتقد أن الوجود الأمريكي في البحرين، وخاصة العسكري منه، مطروح للنقاش من جانب المعارضة أو الشيعة. فلم أسمع أحدا طالب بخروج القوات الأميركية من البحرين خلال السنوات الخمسين الماضية. لكن إذا استمرت…”

انقطع النص عند هذه النقطة بالمصدر. إذا استمرت ماذا؟؟؟؟؟ ما الذي يشترط اعتراض شعب البحرين – و الذي اعترض في أول مظاهرة رسمية بعد ميثاق العمل الوطني و السماح بالتظاهر المرخص – على “وجود سفارة أمريكية في البحرين” قريب تسديد الضربة للعراق و احتلال أراضيه من قبل القوات الأمريكية و نداء السلطات بإغلاقها و إرجاع جميع المارينز إلى وطنهم و إغلاق مقر الأسطول الخامس الأمريكي المتمركز على ارض البحرين؟؟ هل نسى “المثير للجدل” خلال خدمته للدولة و المملكة خلال 25 عاماً في إعداد التقارير و البحوث للحكومة و كيفية السيطرة على الشعب أن البحرينيين – و يحصل مقابل هذا على 16000 دولار شهرياً و أكثر لا يريدون تواجداً عسكرياً أمريكياً في كيانهم؟ و يدعي انه خلال السنوات الخمسين الماضية لم يسمع أحدا يطالب بهذا.. مضحك!

أما الشعرة التي قصمت ظهر البعير، فكان اسمها توني جونز. قال:

كنت ذات مرة شاهدا على مظاهرة بالآلاف في منطقة سترة، وكانوا يرفعون إعلاما، وسألت بعضهم، لو ساعدتكم الولايات المتحدة، فهل سترفعون أعلامها، فقالوا لم لا، إذا ساعدتنا فسنرفع الأعلام الأمريكية…”

انقطع النص هنا أيضاً… يبدوا انه قد ترك الأغلبية هنا و استند على كلام “بعضهم” و خول هؤلاء البعض للكلام عن بقية الآلاف المؤلفة – و التي يغلب أن هتفت أثناء التظاهر “الموت لأمريكا!” – و يجوز أن يكون هذا “البعض” قد اسودت بهم الدنيا و قالوا ما قالوه فقط كرهاً في الحكومة و ليس حباً في أمريكا، و لو جاء إبليس و عرض العرض ذاته لقبلوه(!) في حين أن العلم الإسرائيلي و الأمريكي يداس يومياً عشرات إن لم يكن مئات المرات تحت إطارات السيارات في الطريق قرب جامع رأس الرمان. اعتذر لشعب الولايات المتحدة الذين لا زرع لهم و لا ناقة بالأمر على ذلك، و لكن أحرى بهم أن يلوموا حكوماتهم على تصرفاتها و يحملونها مسؤولية تشويه هويتهم و سمعة وطنهم.

و كأن توبي و السيد المثير للجدل قد اتفقا على أن يزكموا أنوف الحاضرين بالـ”رشوة” لجعل احد سكان البيت يفتح الباب و… لا داعي للشرح فقد قرأتم المقدمة!

حسناً، لقد أطلت في مقالي هذا. أتمنى أن فكرتي قد وصلت. فقط أتمنى من أخواني قاطني بيتي و بيت الجميع ألا يصدقوا حديث الفتنة و يصبحوا أداة لها بقصد أو بدون قصد، بل يصرخوا بأقصى صوتهم “اذهبي أيتها الفتنة! حتى لو كان بيتنا متهالكاً و مائلاً للسقوط، فهذا أفضل من أن نهدمه بأيدينا هذه و نذوق لوعة الذل و طعم المهانة و نشم رائحة الموت!”

في أمان الله، و الله يحفظكم من الفتنة بمشيئته…

تحياتي و السلام،،،

Read Full Post »